الملخَّص

ارتفع سقف التفاؤل لدى الكثيرين خلال الأسابيع الماضية بشأن قرب حلِّ الأزمة الخليجية التي تجاوزت العامين بين قطر من ناحية، والسعودية والإمارات والبحرين إضافة إلى مصر من ناحية ثانية، بسبب العديد من الشواهد والتصريحات والمحادثات التي قد تبدو جديةً بين أطراف النزاع لطيِّ هذه الصفحة من تاريخ مجلس التعاون الخليجي. وعلى الرغم من هذا التفاؤل، فإن الأمر لن يكون سهلًا بسبب التراكمات التي خلفتها الأزمة بين أطرافها، وأيضًا حجم التحالفات السياسية التي تشكَّلت عقب اندلاع الخلاف. لكن رغم ذلك، يمكن القول إن المحادثات هذه المرة توصف بالجديَّة، ويمكن أن تساهم في حلحلة الوضع القائم حتى ولو لم تحل الأزمة بالكامل.

مقدمة

 بين الحين والآخر يتكرَّر الحديث عن قرب حلِّ الأزمة الخليجية المستمرة منذ عامين ونصف العام، لكن سرعان ما تصبح هذه الأحاديث مجرَّد محاولاتٍ جادَّة من أطرافٍ عربية ودولية لحلِّ الصراع بين دول مجلس التعاون الخليجي دون تحقيق نتائج ملموسة؛ لكن هذه المرة ثمة ما يشير إلى تطوُّر جديد في العلاقة بين السعودية وقطر، مما يعطي إيحاءً بأن الخلاف الخليجي قد وصل إلى مرحلة مهمَّة في تاريخه، وقد تكون الأخيرة[1].

في هذه الورقة سنحاول الإجابة عن بعض التساؤلات حول هل بات حلُّ الأزمة قريبًا فعلًا؟ أم أن الأمر لا يخرج عن التكهنات المتكرِّرة؟ وأيضًا لماذا ارتفعت حدَّة التفاؤل لدى المتابعين للملف بأن الأمر بات في نهايته؟ كما سيتمُّ في هذه الورقة سردُ عددٍ من السيناريوهات بشأن احتمالية التوصُّل إلى اتفاقٍ من عدمه وكيف سيتمُّ حلُّ هذا الخلاف؟