الخلاصة: يُعَدُّ شرق البحر المتوسط من أكبر القضايا التي احتكرت أجندة كلٍّ من الأمن الدولي والسياسة مؤخرًا. فقد دخلت المنافسةُ الشديدة مرحلةً جديدةً مع بعض التطورات الأخيرة، حيث يتحوَّل التنافس الإقليمي تحولًا سريعًا من مسألة التداخل في المطالب البحرية والموارد الطبيعية إلى مواجهة عامَّة جيوسياسية واستراتيجية. وتُعَدُّ تركيا واليونان هما المنافسَيْن الأساسيَّيْن في هذه الأحداث، حيث أعلن كلا اللاعبين للمجتمع الدولي – خاصةً الأمم المتحدة – عن أقصى حدٍّ لمواقفهما فيما يخص حقوق كلٍّ منهما ومصالحه وتطلُّعاته في شرق البحر المتوسط. إن الخطاب الداعي لوقف التصعيد وحل القضية من قِبل حلفاء كلا الطرفين في الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو يحجبه العديدُ من التصريحات المنحازة، مما يزيد من التوتُّر واحتمالية المواجهة. وبالرغم من ذلك، فإن النجاح يكْمُن في الدبلوماسية وتوسيع رقعة الحلفاء. ويجب على الأطراف أن تلتقي وتحيي الاجتماعات المشتركة الرفيعة المستوى؛ لتقوية إجراءات بناء الثقة من أجل المضي قُدُمًا، وجعل موارد الطاقة عامل تغيير إيجابي.