(تمت ترجمة هذا النص من النسخة الإنجليزية الأصلية)

 المقدمة

منذ قيام الجمهورية الإسلامية الإيرانية بعد ثورة 1979، بدأت طهران مشروع “تصدير الثورة”، ووضعت تحرير فلسطين والقدس في قلب خطابها الرسمي. وفي أعقاب معركة طوفان الأقصى التي قامت بها كتائب القسّام، وبينما كانت غزة تتعرَّض للدمار على يد إسرائيل، كان من الطبيعي أن يبرز اسم إيران إلى الواجهة.

لكن، حتى لو تجاهلنا انتقادات خصومها، لم تتمكَّن إيران من إرضاء حلفائها أيضًا، من خلال الخطوات التي اتخذتها، ما أدّى إلى خيبة أمل بعضهم. كانت طهران قد استفادت من الفرص التي خلقتها الاضطرابات الناجمة عن الربيع العربي لزيادة نفوذها في سوريا والعراق واليمن، ولبنان بالطبع من خلال حزب الله. كما بنت نفوذًا هامًا – وبتعبيرٍ أدق وصاية – على سياسات عواصم البلدان المذكورة.

وعلى الرغم من تعرّض غزّة للدمار، لم تتدخل طهران في الحرب بشكل مباشر، لكنها انخرطت في الصراع مع إسرائيل والولايات المتحدة من خلال وكلائها في المنطقة. ويُعتبر الحوثيون في اليمن هم أبرز هذه التنظيمات الآن. وسرعان ما أثار الحوثيون، الذين أثّروا بشكل خطير على التجارة البحرية العالمية[i] في البحر الأحمر ومضيق باب المندب من خلال هجماتهم، غضب الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وتعرضوا للهجمات[ii]. على الرغم من ذلك، يبدو أن طهران أحرزت تقدمًا كبيرًا على صعيد إنشاء حزب الله ثاني من الحوثيين بعد اندلاع حرب غزة. تُظهر الأوصاف المستخدمة للحوثيين في بعض المنافذ، مثل “القوات المسلحة اليمنية”، أن الجماعة قد أحرزت تقدمًا في بحثها عن الشرعية.

ومن خلال هذه العمليات، تنأى طهران بنفسها عن الصراع من خلال إعلانها أن المنظمات المسلحة المتحالفة معها تتخذ قراراتها بشكل مستقل وإنكارها إملاء الأوامر على حلفائها. بمعنى آخر، تحاول طهران تجنب العواقب الاقتصادية والسياسية والقانونية والعسكرية للإجراءات التي يتخذها وكلاؤها من خلال اعتماد سياسة الإنكار. ويمكن مناقشة مدى نجاح إيران في هذه السياسة في سياقٍ آخر.

الحرس الثوري والميليشيات المدعومة من طهران تحت مرمى النيران

لم يمنع عدم دخول طهران في حرب مباشرة مع إسرائيل تل أبيب وواشنطن من استهداف شخصيات رفيعة المستوى في الحرس الثوري الإيراني والميليشيات المدعومة من طهران. منذ بداية حرب غزة، استهدف الثنائي الأمريكي الإسرائيلي شخصيات بارزة مدعومة من إيران في كلٍ من لبنان والعراق وسوريا واليمن. في هذا السياق، اغتيل نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري[iii] في لبنان، بينما استُهدف قائد الحشد الشعبي أبو التقوى[iv] في العراق، وقُتل الجنرال في الحرس الثوري الإيراني رضا موسوي في دمشق.

ومؤخرًا، قُتل 5 عناصر من الحرس الثوري الإيراني، بينهم ضابط المخابرات صادق أوميد زاده[v]، في منطقة السيدة زينب بدمشق، والتي تُعرف بأنها معقل[vi] لإيران. بعد اندلاع حرب غزة، غيرت إسرائيل استراتيجيتها[vii] تجاه إيران. قبل الحرب، كانت تل أبيب تستهدف المستودعات وغيرها التابعة لإيران في سوريا. بعد حرب غزة، باتت تل أبيب تستهدف بشكل مباشر شخصيات رفيعة المستوى ومخططي هجمات مرتبطين بالحرس الثوري الإيراني.

طهران تحت الضغط، وسيادة اللاعقلانية

تتعرض طهران لضغوط شديدة بسبب اغتيال إسرائيل والولايات المتحدة كبار قادتها العسكريين، واستهداف المنظمات التي تدعمها. لم تتدخل إيران في حرب غزة بالقدر المتوقع حتى الآن، الأمر الذي خيّب آمال بعض حلفائها. كما أن وصول نعوش كبار القادة العسكريين في الحرس الثوري الإيراني إلى الأراضي الإيرانية يزيد من التوترات الداخلية. وكأن هذه الأزمة لم تكن كافية، فقد أدى الهجوم الإرهابي الذي نفذه تنظيم داعش في كرمان[viii] إلى مقتل العشرات وإصابة المئات، ما أدى إلى توتر الأجواء السياسية في البلاد.

اتخذت إيران – بالتوازي مع هذه التوترات – إجراءات أكثر صرامة على صعيد السياسة الداخلية. الجميع يعلم على سبيل المثال عن إعدام السجناء السياسيين[ix] الذي حصل مؤخرًا في البلاد. كذلك، تتعرض دول مثل تركيا والمملكة العربية السعودية لانتقادات مستمرة في وسائل الإعلام الإيرانية بسبب ردود فعلها على حرب غزة وعدم قطع علاقاتها مع إسرائيل. ويمكن أيضًا قراءة هذا النوع من الانتقادات على أنه نزع لفتيل التوترات الداخلية من خلال توجيه الأنظار نحو أطراف أخرى.

في مثل هذه الأوقات الحرجة والمتوترة، كان من المتوقع من صانعي القرار في طهران أن يتفادوا القيام بأعمال عدائية ضد الدول المجاورة وأن يكثفوا جهود بناء التحالفات. لكن، يؤدي تزايد الضغوط على طهران إلى انخراطها في أعمال قد تكون “غير عقلانية” بشكل أكبر.

بمعنى آخر، تتغلب اللاعقلانية على الهدوء/التوازن في إيران. بينما استهدفت إسرائيل والولايات المتحدة الجهات المسلحة غير الحكومية المدعومة من إيران، ضربت طهران أربيل[x]، عاصمة إقليم كردستان العراق، وإدلب في سوريا بالصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار. وفي وقت لاحق، هاجمت باكستان[xi] تحت ستار مهاجمة المنظمات الإرهابية البلوشية؛ وأتت هذه الخطوة بنتائج عكسية نظرًا لردّ باكستان.

ويمكن اعتبار إطلاق صواريخ من إيران أصابت أهداف تبعد [xii]1200 كيلومتر ويصل مداها الإجمالي إلى [xiii]1450 كيلومترًا بمثابة رسالة إلى إسرائيل. ومع ذلك، لم يكن من المتوقع أن تتعرض أربيل، التي تستهدفها الميليشيات المدعومة من إيران منذ العام 2020، لمثل هذا الهجوم غير المسبوق، نظرًا للتدمير الذي نتج عن ضرب الصواريخ. لذلك، من الواضح أن هجوم أربيل يمثل مرحلة جديدة في “دبلوماسية الصواريخ”[xiv] الإيرانية.

الصبر الاستراتيجي: إلى أين؟

طرحت الدولة الإيرانية مفهوم “الصبر الاستراتيجي”[xv] في أعقاب اغتيال قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني على يد الولايات المتحدة في بغداد في كانون الثاني/يناير 2020. ومنذ ذلك الحين، اختارت طهران صراع طويل الأمد مع الولايات المتحدة بدلًا من الردّ المباشر عليها. منذ ذلك اليوم، لم تتخذ طهران إجراءات يمكن أن تضرّ مصالح الولايات المتحدة بشكل جدّي. وإن كانت تصريحات ترامب[xvi] حقيقية فقد حذرت إيران واشنطن مسبقًا حول الأهداف الأمريكية التي ستضربها في العراق.

لقد حاولت إيران الردّ على الولايات المتحدة من خلال استراتيجيات طويلة المدى وهجمات الميليشيات على مدى السنوات الأربع الماضية. لكن التطورات الأخيرة في الشرق الأوسط، والهجوم الذي نفذته ميليشيات مدعومة من إيران والذي أدى إلى مقتل ثلاثة جنود أميركيين في الأردن وإصابة العشرات، يشير إلى أن طهران قد تكون عالقة في مأزق “الجمود الاستراتيجي”.

إن التصعيد الخطير الناجم عن مقتل جنود أميركيين يزيد من خطورة الموقف بالنسبة لإيران. وهذا يعني أنه، مع تزايد ضغوط الحلفاء على إيران، تبتعد البلاد عن العقلانية في خطواتها، إذ لا ترغب طهران في فقدان ثقة حلفائها من التنظيمات المسلحة. ونتيجة الابتعاد عن العقلانية، تهاجم إيران دولًا مجاورة لا ينبغي أن تكون معادية لها. وينتج عن ذلك أخطاء جسمية.

استهدف الحرس الثوري الإيراني منزل رجل أعمال[xvii]  كردي في أربيل بصواريخ باليستية، بدعوى أنه مقر للموساد. [xviii] وأدّى الهجوم إلى مقتل رجل الأعمال المعني مع طفله البالغ من العمر سنة واحدة[xix]، بالإضافة إلى ثلاثة أشخاص آخرين. بالإضافة إلى ذلك، فقد تعرضت باكستان، وهي قوة نووية، للهجوم. ويُعتبر ذلك خطأً استراتيجياً.

سرعان ما أدركت إيران أن استهداف باكستان لا يشبه استهدافها لسوريا أو أربيل، حيث ردّت باكستان بسرعة. وأصبحت منظومات الدفاع الجوي الإيرانية وقدرة الردع لدى طهران موضع شك[xx] بسبب استهداف باكستان[xxi] للأراضي الإيرانية بحجة التنظيمات الإرهابية، وهي نفس الذريعة التي تطرحها إيران. وغني عن القول إن الدول ذات الثقل في المنطقة، مثل السعودية وتركيا، تتابع عن كثب التطورات التي تجري في إيران، وأن الأحداث الجارية ستشكل نقطة مرجعية للخطوات التي ستتخذها أنقرة والرياض في الفترة المقبلة.

على الرغم من أن إيران قد توسع نفوذها من خلال التنظيمات المسلحة التي تدعمها في الشرق الأوسط، إلا أن خطواتها قد تخلق صدعًا على الساحة السياسية مع عواصم المنطقة والدول المجاورة. وبعبارة أخرى، فإن خطر عزلة إيران أصبح أعظم من أي وقت مضى. على سبيل المثال، من المرجح أن ينخفض التعاطف العميق[xxii] تجاه إيران بين السكان الباكستانيين بسبب الهجوم الإيراني على الأراضي الباكستانية. وسبق أن جندت إيران مئات الباكستانيين للقتال إلى جانب نظام الأسد في سوريا، تحت اسم لواء زينبيُّون. [xxiii] ومن هذه اللحظة فصاعدًا، قد يصعب على إيران تجنيد ميليشيات شيعية من باكستان. في الواقع، خلقت إيران توترًا غير ضروريًا مع جارتها، صاحبة الطاقة النووية والتي يبلغ عدد سكانها أكثر من 200 مليون نسمة.

كذلك، أدّى هجوم إيران على أربيل إلى ردّة فعل غير متوقّعة ضدّها في العراق. ويعُتبر حجم ردّة الفعل مفاجئ للغاية نظرًا لتأثير إيران السياسي على الشؤون السياسية العراقية من خلال الجماعات السياسية والميليشيات الشيعية. وأدانت[xxiv] وزارة الخارجية العراقية هجوم أربيل وهددت طهران بأنها قد ترفع شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. والأهم من ذلك، ألغى رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، الذي يحظى بدعم الجماعات السياسية الشيعية المدعومة من إيران، اجتماعه المتوقع مع وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في دافوس. [xxv]

ردع القوة النووية والملاحظات الختامية

منذ بداية حرب غزة، لم ترغب طهران أو واشنطن في مواجهة بعضهما البعض بشكل مباشر. مما لا شك فيه أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مستعد لفعل أي شيء لإطالة أمد حياته السياسية في إسرائيل، ويحاول تحريض الولايات المتحدة على إيران. ونظرًا للكوارث الناجمة عن القرارات غير العقلانية للزعماء السياسيين عبر التاريخ فإن تدخل واشنطن المحتمل في إيران دون أخذ العِبَر من حروبها السابقة، مثل العراق وأفغانستان وفيتنام، سيؤدي إلى كارثة في الشرق الأوسط بأكمله.
بعد مقتل ثلاثة[xxvi] جنود أمريكيين في الأردن، تعالت الأصوات التي تدعو إلى “ضرب إيران” في الولايات المتحدة. ويرفع أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريون[xxvii] أصواتهم بشأن هذه القضية بشكل خاص. وعلى الرغم من ذلك، تصرفت الولايات المتحدة بعقلانية حتى الآن وتجنبت مواجهة أكبر مع إيران. وأعلن الرئيس الأمريكي أنه لا يريد إشعال حرب إقليمية[xxviii]، لكن الولايات المتحدة سترد على إيران. وبالمثل، علق وزير الخارجية، أنتوني بلينكن، على الموضوع قائلًا إن ردهم على إيران سيكون متعدد المستويات[xxix] وتدريجيًا وطويل الأمد. وتبلور ذلك من خلال الضربات الجوية الانتقامية المنسقة التي شنتها الولايات المتحدة في سوريا والعراق. وفي أوائل شباط/فبراير، تم تنفيذ غارات جوية كبيرة على 85 هدفًا[xxx] في سوريا والعراق ضد الميليشيات المدعومة من إيران.

قبل الضربات، أخلت[xxxi] الميليشيات المدعومة من إيران مواقعها تحسبًا للهجمات. وعلى الرغم من ذلك، وقع عدد من الضحايا[xxxii] في سوريا والعراق، بينهم مدنيون. وسرعان ما أصبحت طهران بين المطرقة والسندان، إذ لا يمكنها أن تظل صامتة أمام الضربات الأمريكية والإسرائيلية، لأن ذلك سيزيد من تآكل قدرتها على الردع. وبناءً على ذلك، تستهدف طهران حلفاء الولايات المتحدة. ومن الدلائل على ذلك هجوم أربيل والاستهداف الأخير لقوات سوريا الديمقراطية، حليفة الولايات المتحدة في سوريا، والذي أسفر عن سقوط 6 ضحايا[xxxiii].

انخرطت الولايات المتحدة وإيران في حرب استنزاف وسط شائعات عن انسحاب الولايات المتحدة[xxxiv] [xxxv] من سوريا والعراق، كما تجنب البلدان صراعًا مباشرًا واسع النطاق حتى الآن. ومع ذلك، فإن المناخ السياسي والعسكري الحالي في الشرق الأوسط يشير إلى أن الوضع قد يخرج عن السيطرة في أي لحظة بسبب التصعيد الخطير. هناك حدود لتصاعد التوتر في العلاقات الدولية، ومن المستحيل التنبؤ بكل خطوة يقوم بها محاورك/منافسك.

لا شك أن الرئيس الأميركي جو بايدن يُدرك احتمال خسارته الانتخابات[xxxvi] أمام منافسه المحتمل دونالد ترامب بسبب إدارته السيئة لأزمة غزة. وفي مثل هذه الأوقات الحساسة، تصل نعوش الجنود الأمريكيين إلى الولايات المتحدة، ما يزيد من الضغوط الداخلية عليه. لذلك، فإن احتمال قيام بايدن بمغامرة جديدة ضد طهران ناجمة عن هجمات إيران المتهورة من أجل حفظ ماء الوجه في البلاد ليس أمرًا يمكن الاستخفاف بها. سيظهر الزمن وحده ما إذا كانت الخطوات التي تتخذها طهران لتعزيز ثقة التنظيمات العسكرية التي تدعمها في المنطقة من خلال مهاجمة إسرائيل والولايات المتحدة وحلفائهم ستؤدي إلى استهداف أراضيها أم لا. وإذا جاءت استراتيجية حافة الهاوية التي تنتهجها إيران بنتائج عكسية بسبب حساباتها الخاطئة وتدخلت الولايات المتحدة عسكريًا في البلاد، فسوف يتحول الشرق الأوسط برمته إلى جحيم.

المراجع

[i] William Tobin and Joseph Webster, Houthi attacks in the Red Sea hurt global trade and slow the energy transition, Atlantic Council, 25 January 2024, https://www.atlanticcouncil.org/blogs/new-atlanticist/houthi-attacks-in-the-red-sea-hurt-global-trade-and-slow-the-energy-transition/

[ii] Oren Liebermann and Haley Britzky, US and UK strike Houthi targets in Yemen one day after US strikes in Iraq and Syria, CNN, 4 February 2024, https://edition.cnn.com/2024/02/03/politics/strikes-us-uk-houthi-yemen/index.html

[iii] Awad Al Rajoub, PROFILE – Saleh al-Arouri, Hamas deputy leader assassinated by Israel in Lebanon, Anadolu Agency, 2 January 2024, https://www.aa.com.tr/en/middle-east/profile-saleh-al-arouri-hamas-deputy-leader-assassinated-by-israel-in-lebanon/3098622

[iv] Iraq blames US-led coalition for deadly drone strike in Baghdad, Al Jazeera, 4 January 2024, https://www.aljazeera.com/news/2024/1/4/iraq-blames-us-led-coalition-for-baghdad-deadly-drone-strike

[v] Israeli airstrike on Damascus killed at least 5 Iranian advisers, state media say, NPR, 20 January 2024, https://www.npr.org/2024/01/20/1225792450/reported-israeli-airstrike-on-damascus-kills-commander-with-irans-elite-force

[vi] Iranian Militias, Syrian Regime Tussle Over ‘Sayyida Zainab’, The Syrian Observer, 17 May 2021, https://syrianobserver.com/features/66142/iranian-militias-syrian-regime-tussle-over-sayyida-zainab.html

[vii] Israel Shifts Strategy in Syria: High-Profile Assassinations and New Dynamics in Russian-Israeli Relations, The Syrian Observer, 22 January 2024, https://syrianobserver.com/news/87185/israel-shifts-strategy-in-syria-high-profile-assassinations-and-new-dynamics-in-russian-israeli-relations.html

[viii] Eyad Kourdi and Jennifer Deaton, ISIS claims responsibility for deadliest attack in Iran since 1979 revolution, CNN, 5 January 2024, https://edition.cnn.com/2024/01/04/middleeast/iran-islamic-state-attack-kerman-intl/index.html

[ix] Iran executes four Kurdish political prisoners, Rudaw, 29 January 2024, https://www.rudaw.net/english/middleeast/iran/29012024

[x] Paul Iddon, What was behind Iran’s deadly missile attack on Iraqi Kurdistan?, The New Arab, 17 January 2024, https://www.newarab.com/analysis/what-was-behind-irans-missile-attack-iraqi-kurdistan

[xi] Jonny Hallam, Asim Khan and Helen Regan, Pakistan condemns deadly Iranian missile strike on its territory as tensions spike across region, CNN, 17 January 2024, https://edition.cnn.com/2024/01/17/middleeast/iran-missile-attack-pakistan-intl-hnk/index.html

[xii] Svetlana Ekimenko, Iran’s Strike on Erbil is ‘Deliberate & Calculated Move’ to Show Its Missile Abilities, Expert Says, Sputnik, 16 January 2024, Iran’s Strike on Erbil is ‘Deliberate & Calculated Move’ to Show Its Missile Abilities, Expert Says

[xiii] Iran Showcases Precision of “Khaybar Shekan” Ballistic Missile in Striking Targets in Iraq, Syria, Defence Security Asia, 17 January 2024, https://defencesecurityasia.com/en/iran-khaybar-shekan-missile/

[xiv] Iran’s Missile Diplomacy Towards the Kurdistan Region of Iraq: Local and Regional Messages, Raman Center for Research and Consultancy, 4 September 2023, https://ramancenter.org/en/irans-missile-diplomacy-towards-the-kurdistan-region-of-iraq-local-and-regional-messages/

[xv] Hassan Mneimneh, ‘Strategic Patience’ and Iran’s “Resistance Axis”: An Enduring Challenge for Biden’s Administration, Washington Institute, 11 December 2020, https://www.washingtoninstitute.org/policy-analysis/strategic-patience-and-irans-resistance-axis-enduring-challenge-bidens

[xvi] See. https://twitter.com/alihashem_tv/status/1754207755399811363

[xvii] Karwan Faidhi Dri, Who was the Kurdish businessman killed by Iranian missiles in Erbil?, Rudaw, 17 January 2024, https://www.rudaw.net/english/kurdistan/160120249

[xviii] Iraq denies Iranian strikes targeted Mossad headquarters in Erbil, Anadolu Agency, 16 January 2024, https://www.aa.com.tr/en/middle-east/iraq-denies-iranian-strikes-targeted-mossad-headquarters-in-erbil/3110492

[xix] Heman Hussein Yassen, Iraqi businessman Dizayee killed with daughter on her 1st birthday in Iranian attack in Erbil, Anadolu Agency, 16 January 2024, https://www.aa.com.tr/en/middle-east/iraqi-businessman-dizayee-killed-with-daughter-on-her-1st-birthday-in-iranian-attack-in-erbil/3110409

[xx] Riaz Khokhar and Asma Khalid, Iran Has Conducted Strikes in Pakistan Before. This Time Was Different., The Diplomat, 26 January 2024, https://thediplomat.com/2024/01/iran-has-conducted-strikes-in-pakistan-before-this-time-was-different/

[xxi] Frances Mao, Caroline Davies and Paul Adams, Pakistan launches retaliatory strikes into Iran, killing nine people, BBC, 18 January 2024, https://www.bbc.com/news/world-asia-68014882

[xxii] See. https://twitter.com/omairanas/status/1747937277752254669

[xxiii] Farhan Zahid, The Zainabiyoun Brigade: A Pakistani Shiite Militia Amid the Syrian Conflict, The Jamestown Foundation, 27 May 2016, https://jamestown.org/program/the-zainabiyoun-brigade-a-pakistani-shiite-militia-amid-the-syrian-conflict/

[xxiv] Iraq takes ‘Iranian aggression’ case to the UN following Erbil attack, Rudaw, 16 January 2024, https://www.rudaw.net/english/middleeast/iraq/16012024

[xxv] Iraqi, Kurdish PMs cancel talks with Iran at Davos, The Cradle, 17 January 2024, https://thecradle.co/articles-id/19290

[xxvi] Eleanor Watson, Pentagon releases names of 3 soldiers killed in drone attack in Jordan, CBS News, 30 January 2024, https://www.cbsnews.com/news/soldiers-killed-jordan-names/

[xxvii] Natasha Turak, Biden faces demands from Republicans in Congress to strike Iran after U.S. troop deaths, CNBC, 29 January 2024, https://www.cnbc.com/2024/01/29/lawmakers-demanding-biden-strike-iran-after-us-troop-deaths-in-jordan-.html

[xxviii] Felicia Schwartz and James Politi, Can Biden respond to Iran-backed attack without escalating the war?, Financial Times, 30 January 2024, https://www.ft.com/content/a5b3ded7-6c10-4586-a263-d884c78ef592

[xxix] Stephen Collinson, Biden has to deal with a second war he didn’t want. His task is to contain it, CNN, 31 January 2024, https://edition.cnn.com/2024/01/30/politics/biden-middle-east-war-analysis/index.html

[xxx] Natasha Bertrand, Haley Britzky, Oren Liebermann, and Kevin Liptak, US carries out retaliatory strikes on Iranian-linked militia targets in Iraq and Syria, CNN, 3 February 2024, https://edition.cnn.com/2024/02/02/politics/us-strikes-iraq-syria/index.html

[xxxi] Keir Simmons, Mo Abbas, and Khalid Razak, Wait for U.S. retaliatory strikes gives Iran-linked militias plenty of time to prepare, NBC News, 2 February 2024, https://www.nbcnews.com/news/world/israel-hamas-war-us-strikes-iran-militants-iraq-syria-rcna136934

[xxxii] Iraq says 16 people, including civilians, killed in ‘new US aggression’, Al Jazeera, 3 February 2024, https://www.aljazeera.com/news/2024/2/3/us-warns-of-more-retaliatory-strikes-as-it-hits-iraq-syria-amid-gaza-war

[xxxiii] Beatrice Farhat, 6 Kurdish SDF forces killed in Iran-linked attack on Syria base housing US troops, Al Monitor, 5 February 2024, https://www.al-monitor.com/originals/2024/02/6-kurdish-sdf-forces-killed-iran-linked-attack-syria-base-housing-us-troops

[xxxiv] Dan Lamothe and Missy Ryan, U.S. signals it is open to withdrawing some troops from Iraq, Washington Post, 25 January 2024, https://www.washingtonpost.com/national-security/2024/01/25/iraq-syria-pentagon-military/

[xxxv] Charles Lister, America Is Planning to Withdraw From Syria—and Create a Disaster, Foreign Policy, 24 January 2024, https://foreignpolicy.com/2024/01/24/america-is-planning-to-withdraw-from-syria-and-create-a-disaster/

[xxxvi] Ryan King, Trump scores ‘the biggest lead’ yet against Biden in new NBC poll, New York Post, 4 February 2024, https://nypost.com/2024/02/04/news/trump-scores-the-biggest-lead-yet-against-biden-in-new-nbc-poll/