للروايات أهمية أكبيرة في السياسة، وتميل روايات قادة الدول القوية إلى تعزيز سيادتها دوليًّا. ومن المرجَّح أن يحمل الإسهام الأخير لباراك أوباما في المذكرات الرئاسية الأمريكية أهميةً تتجاوز مقياس الصدق والزيف الذي اعتدنا استخدامه عند التعامل مع تصريحات الرئيس الحالي دونالد ترامب وبياناته وتغريداته، والتي يُمكن أن ترقى إلى اعتبارها “أخبارًا مزيفةً”. ومن المؤكَّد أن القيمة التجارية للكتاب الذي تزيد صفحاته عن 700 صفحة مذهلةٌ تزيد عن عشرات ملايين الدولارات ، جنبًا إلى جنب مع مذكرات زوجته ميشيل أوباما التي صدرت العالم الماضي وللتي عنونتها ب”وأصبحت”. (ليصبح آل أوباما علامةً تجاريةً مثل -أو على خلاف- آل كلينتون من قبلهم). لكن بعيدًا عن الأهمية الاقتصادية لكتاب “أرض الميعاد”، فإنه يحمل أهميةً تعتمد على القصة التي يرويها الرئيس الأمريكي الرابع والأربعون، بما في ذلك ما تولِّد خلال فترته من جدل. فما الذي يرويه أوباما إذن عن حياته السياسية، وعن عالم أمريكا وسياساتها في العالم، وخاصةً في الشرق الأوسط؟