الإنسحاب الأمريكي من خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي) في 8 مايو 2018 لها تداعيات بعيدة الأثر على علاقات إيران بلاعبين أساسيين وصاعدين على الساحة الدولية، وأطراف إقليمية. الإنسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي يعيد تشكيل علاقات طهران السياسية والاقتصادية مع حلفاء واشنطن في المجال الأطلسي في الاتحاد الأوروبي، وخاصة الثلاثي الأوروبي، ألمانيا، فرنسا، والمملكة المتحدة، اللذين بمرونة قبالة محاولات أمريكا لدفعهم لوقف إستثماراتهم في إيران. روسيا، لاعب دولي صاعد ينشر نفوذه بإزدياد في الشرق الأوسط الكبير، يدعم إلتزام إيران بالاتفاق النووي، ويصيغ شراكة أمنية مع إيران. وتستثمر موسكو في إيران، كجزء من محاولاتها لتوسيع نفوذها الاقتصادي في الشرق الأوسط الكبير. بصورة مماثلة، الصين، وهي لاعب محوري على الساحة الدولية، ترى الحفاظ على الاتفاق النووي وتحسين العلاقات مع إيران كركيزة مهمة للأمن في غرب آسيا وسلامة إمدادات الطاقة من منطقة الخليح. الدولة العربية، وخاصة تلك التي تنتمي إلى مجلس التعاون الخليجي، تؤثر على علاقات إيران بقوى دولية، نظراً لإمكاناتها المالية الضخمة وتغير توجهاتها الجيوسياسية. في هذا الملف، يعالج أربعة خبراء مستقبل علاقات إيران بالصين، روسيا، الاتحاد الأوروبي، ودول عربية، في سياق الإنسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي.
خطة العمل الشاملة المشتركة في أزمة: تأثيرات على العلاقات الصينية-الإيرانية