اتساع الفجوة بين أفعال حلف الناتو ولغة خطابه في الشأن السوري

يعطي الاتحاد الأوروبي انطباعاً يوحي بدعمه الاستقرار الاستبدادي في سوريا بدلاً من دعم الاستقرار الديمقراطي، والذي سيكون له أثرٌ على المدى الطويل.
يعطي الاتحاد الأوروبي انطباعاً يوحي بدعمه الاستقرار الاستبدادي في سوريا بدلاً من دعم الاستقرار الديمقراطي، والذي سيكون له أثرٌ على المدى الطويل.
كاميرون تحدث بكل واقعية عن ضرورة انضمام بريطانيا إلى قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش، ليس فقط في العراق بل أيضا في سوريا، مقدماً أمام البرلمان الأسباب التي يراها مبررةً لهذا الانضمام. ليس هناك شيء غريب في ما حصل على نحوٍ استثنائي، خصوصاً عندما تُحرك الآلةُ الديمقراطية لأجل خدمة قضية تمس حياة المواطنين وينطوي عليها إهدار للموارد المادية والمعنوية. لكن الذي أثار قلق مجلس نواب بريطانيا كان كارثة الحرب البريطانية أمريكية في العراق، ولربما لم يضطر كاميرون لطلب تأييد البرلمان في قصف تنظيم داعش داخل سوريا لو لم يكن لقرار حكومة بلير بالمشاركة في غزو العراق عام 2003 الأثر البليغ على السياسات الداخلية لبريطانيا وعلى الوضع الراهن والمُتأزم في العراق.
أردوغان وبوتين قارئين للتاريخ، ولدى كل منهما قناعات تاريخية مستقرة، ظهر ذلك في خطابات الرئيسين وحملاتهما الانتخابية. ولكن ينبغي الحذر من اعتبار التاريخ على أنه المحرك الرئيس للعلاقات بين الدول، ولا سيما الدول ذات المصالح المتشكلة والجغرافيا المستقرة، وفي حالة تركيا وروسيا فلكل من الدولتين ما يجعل العلاقات بينهما محكومة بضرورات الجغرافيا لا مرارات التاريخ.
لم يستفق الأكراد بعد من نشوة الوحدة الكردية إثر محاربتهم داعش، حتى زرعت بذور الشقاق والتقاتل بينهم، لنستجلب إلى ذاكرتنا الخلافات الدموية القديمة والعنيفة ومخاطرها المستقبلية على السياسة الكردية؛ هذه الخلافات تتلخص في محورين، أولهما التعديلات الإقليمية بين الحزب الديمقراطي الكردستاني وحزب العمال الكردستاني، وثانيهما بين الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني، في إطار الحكومة الكردية الإقليمية.
سلط الإعلام العالمي الضوء على العراق خلال العقود الماضية، ويستمر هذا الاهتمام إلى يومنا هذا ومن السهل علينا القول بأن الصحافيين والإعلاميين والباحثين والدبلوماسيين سيستمرون بالاهتمام والتحدث عن الوضع العراقي إلى مستقبل بعيد ليس بقريب لعدة أسباب مُختلفة.