أوروبا، والجغرافيا، والإسلام، وسباق العولمة

كما أن العين تكاد لا تعبأ بحركة الزمن وهي تحقق في عقربي الساعة، فكذلك النظر إلى حركة المجتمعات قد لا يكون مسعفا في إدراك طبيعة التحولات التي تشهدها هذه المجتمعات، فيخيل للناظر أن يومها أشبه بأمسها، والحال أن ما يختصم داخلها من أفكار ويعتمل من أحاسيس يفضي بالضرورة إلى إخراجها في كل لحظة تمر من طور قديم إلى طور جديد. غير أن بعض ضروب التطور قد تكون أسرع من بعض، وهذا ما قد يربك المتأمل ويجعله مشدودا إلى اللحظة، يسأل "ماذا يجري؟" تحت بصره، ويعجز عن النفاذ إلى عمق الأشياء ببصيرته؛ حيث أن البصر متعلق بالصورة، والبصيرة متعلقة بتحليل ما جرى واستشراف ما سيأتي.