بين تركيا وروسيا: المصالح المشتركة تفرض نزع فتيل الأزمة

ولكن بما أن العلاقة بين تركيا وروسيا هي ودية أكثر من كونها عدائية، هل أن الصراع الحالي هو حرب مفتوحة أم مجرد مزايدات؟
ولكن بما أن العلاقة بين تركيا وروسيا هي ودية أكثر من كونها عدائية، هل أن الصراع الحالي هو حرب مفتوحة أم مجرد مزايدات؟
تؤشر التطورات المحلية والإقليمية التي تتالت منذ اندلاع أزمة الرئاسة الكردية على أن مسعود البرزاني سيبقى في منصب الرئاسة.
لم يستفق الأكراد بعد من نشوة الوحدة الكردية إثر محاربتهم داعش، حتى زرعت بذور الشقاق والتقاتل بينهم، لنستجلب إلى ذاكرتنا الخلافات الدموية القديمة والعنيفة ومخاطرها المستقبلية على السياسة الكردية؛ هذه الخلافات تتلخص في محورين، أولهما التعديلات الإقليمية بين الحزب الديمقراطي الكردستاني وحزب العمال الكردستاني، وثانيهما بين الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني، في إطار الحكومة الكردية الإقليمية.
تمثل الحرب الأهلية في سوريا تحديا للنظريات التقليدية والمقاربات المعروفة حول إدارة الحكم في المنطقة. إذ أن إيجاد حل لهذه الحرب الأهلية يستوجب عملية إعادة نظر عميقة، فيما كان يعتبر سابقا خصائص ثابتة تتصف بها المنطقة. إن إعادة تشكيل نظام إقليمي جديد تمثل اليوم حاجة ملحة، وتعتبر تركيا وإيران أكثر دولتين مؤهلتين للقيام بهذه العملية. وسيتطلب مثل هذا المشروع بناء علاقات عميقة ومستدامة بين الجانبين للتعاون على تحقيق المصالح المشتركة. ورغم أن العوائق أمام تحقيق هذا التكامل الثنائي عديدة، فإن تجاوزها ليس بالأمر المستحيل، فالمنطقة تحتاج اليوم إلى رؤية جديدة للمستقبل.
خلقت الحرب الحالية بين القوات الكردية والتنظيمات الجهادية، خاصة منها تنظيم الدولة، بيئة مهيأة لإعادة تشكيل توجهات الأكراد في منطقة الشرق الأوسط خلال السنوات القادمة، حيث يمكن تصنيف هذه التوجهات تحت العناوين التالية: ظهور مجال كردي موحد، بروز هشاشة السياسات الكردية الموحدة، نشأة كيانات غير دولية في المنطقة من بينها تنظيم الدولة، التأكيد المتزايد على الطبيعة العلمانية للسياسات الكردية، الحاجة لإصلاح القطاع الأمني في حكومة إقليم كردستان.
تتكون الأيديولوجية وهوية الدولة في تركيا من خليط من العلمانية والقومية التركية المتأثرة بالتوجهات الغربية، الأمر الذي قد يؤدي إلى تقلب الصورة السياسية في البلاد من انتخابات برلمانية إلى أخرى، فقد أفرزت الانتخابات البرلمانية التركية في الصيف الماضي في 7 حزيران صورة سياسية مختلفة مغايرة لسابقتها تضرر منه رصيد الأحزاب الرئيسية في البلاد في مقابل صعود واضح للأحزاب المعارضة ذات الهوية المحددة قومية كانت أم أيديولوجية. فعلى سبيل المثال، تراجعت حصة حزب العدالة والتنمية المحافظ الحاكم من الأصوات من قرابة 50% من الأصوات في انتخابات 2011 إلى 41% في الانتخابات الأخيرة أي قرابة 9% من الأصوات، فيما شهد الحزب العلماني الأساسي المعارض في البلاد وهو حزب الشعب الجمهوري أيضا تراجعا في نسبته من الأصوات وإن كان أقل حدة من سابقه.
خلال الانتخابات التركية في السابع من يونيو/حزيران 2015، ساندت كل الأحزاب الكردية القومية تقريبا حزب الشعوب الديمقراطي. ومن أبرز هؤلاء كانت هنالك تشكيلات قومية كردية إسلامية على غرار التنظيمات السياسية الدينية مثل "ميد- زاهرا" و"نوبيهار"وأوزيدونوس بلاتفورم" و"أزادي". ولأول مرة في تاريخ الجمهورية، حاز الإسلاميون الأكراد على شعبية كفصيل إسلامي من الحركة القومية الكردية، وخلقوا خطابا إسلاميا سياسيا ينتقد بشدة خطاب الأخوة الإسلامية ويعتبره قناعا لممارسة الاضطهاد ضد الأقليات. لقد أدى ظهور الفكر الإسلامي الكردي، بخطابه الإسلامي وبنأيه بنفسه عن حزب العدالة والتنمية الحاكم، وتبلوره كجناح إسلامي في الحركة القومية الكردية، إلى خلق تحديات جديدة أمام الأكراد وفي المشهد السياسي التركي عموما.
ليس ثمة شك أن اختزال مئات الأسماء والقادة في عشرة فقط مهمة عسيرة، وليست بالضرورة يقينية؛ وقد يرى البعض إضافة أسماء أو حذف أخرى، وهذا بالطبع ممكن وضروري، فالتاريخ ليس علماً طبيعياً محدد المدخلات والقوانين والنتائج بصورة قاطعة. حددنا في اختيارنا لهذه الأسماء العشرة جملة معايير؛ أهمها دور القائد في صناعة واقع استراتيجي جديد في التاريخ الاسلامي، أو منع واقع كان على وشك أن يتشكل، وراعينا في هذا الاختيار الجانب الاستراتيجي والسياسي ولم نركز كثيرا على إنجازات أخرى كالعلوم والفنون والآداب. وهذا الاختيار لَيس حكماً أخلاقياً، بل مقاربة سياسية - استراتيجية وحسب.
سلط الإعلام العالمي الضوء على العراق خلال العقود الماضية، ويستمر هذا الاهتمام إلى يومنا هذا ومن السهل علينا القول بأن الصحافيين والإعلاميين والباحثين والدبلوماسيين سيستمرون بالاهتمام والتحدث عن الوضع العراقي إلى مستقبل بعيد ليس بقريب لعدة أسباب مُختلفة.
عند تقييم التطورات السياسية التي تلت انقلاب الثالث من تموز/ يوليو في مصر، يجب الأخذ بعين الاعتبار الطبيعة الجديدة للانقلابات في فترة ما بعد الحرب الباردة، هذه الانقلابات الجماعية التي تنفذها شبكة كاملة، ويشارك فيها عدد من المدنيين من عدة قطاعات مختلفة. ولكن هذا الانقلاب الأخير قضى على كل احتمالات التزام الجيش بالانسحاب من الحياة السياسية في مصر.