كيف مهدت الحرب في غزة الطريق لعملية سلام جديدة في تركيا؟

بعد عقد من الانقطاع، تشهد تركيا مرة اخرى عملية سلام متجددة مع حزب العمال الكردستاني. فقد غيّرت عملية طوفان الأقصى التي نفذتها حماس في 7 أكتوبر 2023 المشهد الجيوسياسي في الشرق الأوسط بشكل كبير
بعد عقد من الانقطاع، تشهد تركيا مرة اخرى عملية سلام متجددة مع حزب العمال الكردستاني. فقد غيّرت عملية طوفان الأقصى التي نفذتها حماس في 7 أكتوبر 2023 المشهد الجيوسياسي في الشرق الأوسط بشكل كبير
تم ترجمته عن المقال باللغة الإنكليزية أتاح الربيع العربي لتركيا فرصة سانحة لاستعراض قوتها في بعض الدول العربية في المنطقة التي كانت مهملة تقليديا في السياسة الخارجية التركية، وأدى موقف تركيا المؤيد للربيع العربي [...]
يتزامن تقارب العلاقات التركية الإسرائيلية -بعد سنوات من التوتُّر والقطيعة- مع أزمة الطاقة الأوروبية التي اندلعت مع الغزو الروسي لأوكرانيا، مما استدعى البحث عن حلول سريعة، ويا للمصادفة، فقد شكَّلت حقول الغاز الإسرائيلية أحد هذه الحلول
تشير التقارير والمؤشرات كافَّة إلى تميُّز العلاقات الاقتصادية بين تركيا وإسرائيل، وأن هذه العلاقات عميقة لدرجة جعلت تضرُّرها من الجمود السياسي محدودًا للغاية، وأن الجمود السياسي بين البلدين لم يصاحبه جمود في التعاون الاستخباري والاقتصادي والسياحي.
دخلت السياسةُ السعودية الإقليمية، بعد قمَّة العُلا للمصالحة الخليجية 5 يناير/كانون الثاني 2021، مرحلةً جديدةً، تتَّسم بالترقُّب وتنشيط الأداة الدبلوماسية، في محاولةٍ لاستكشاف اتجاه تغيُّر موازين القوى الإقليمية؛ إذ تنتظر الرياض ما ستسفر عنه متغيرات السياسات الأمريكية تجاه إقليم الشرق الأوسط والعال
أشارت أصابع الاتهام إلى تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (أو تنظيم داعش كما يعرفه البعض) على اعتبار أنه المشتبه الرئيسي بضلوعه في تنفيذ العملية، غير أنه لم يعلن مسؤوليته رسمياً عن تنفيذها. فضلاً عن أنه لم يعلن مسؤوليته عن أي من الهجمات التي نفذها داخل تركيا. وتسبب الحادث الأخير في مذبحة بشرية، مع وصول عدد الضحايا إلى 54 قتيلاً والمصابين إلى 94 مصاباً.
في ليلة الخامس عشر من شهر يوليو / تموز عام 2016، شهدت تركيا أشد محاولات الانقلاب دموية في تاريخ الجمهورية. وصار جوهر ورموز الديمقراطية التركية تحت القصف للمرة الأولى. مُنى الانقلاب بالفشل الذريع على الرغم من وحشيته وخطورته. تقدم هذه المقالة نبذة ومحاولة وجيزة لفهم لماذا فشل الانقلاب وما هي الدروس التي يمكن تعلمها للوقاية من الانقلابات والدفاع عن الديمقراطية التركية في المستقبل. وتتألف هذه النبذة من أربعة أقسام. فتعرض أولاً الخطوط العريضة لمسار انهيار الانقلابات العسكرية الناجحة في تركيا. ثم، تحلل هذا كنتيجة للتغيرات الاجتماعية-الاقتصادية والاجتماعية-السياسية الكبرى في المجتمع التركي. وأخيراً، تحدد باختصار تحديات صياغة سياسات الوقاية من الانقلابات في الديمقراطيات الناشئة وتختم بعرض مقارنة موسعة لتلك الممارسات.
لم تستهدف محاولة الانقلاب تركيا وحدها بل كان الغرض منها وقف كل حِراك التغيير الديموقراطي في المنطقة بأسرها.
"الجيش التركي يطيح بإردوغان." كان ذلك عنوان الصفحة الأولى لأعرق الجرائد المصرية - الأهرام - في يوم 16 يوليو 2016. العنوان عكس أمنيات النظام الحاكم في مصر، لا حقيقة ما يجرى في تركيا، وهو النمط السائد حالياً في معظم وسائل الإعلام المصرية. لم تكن هناك أية مفاجآت في الترحيب بنجاح انقلاب فاشل. ولكن الأمر لم يقف عند صحف النظام، وانما حاول ممثله في مجلس الأمن عرقلة بيان إدانة لمحاولة الانقلاب، بسبب دعوة المجلس "لاحترام الحكومة المنتخبة ديمقراطيا في تركيا."
تحولت ليلة الـ15 من يوليو/تموز إلى حدث تاريخي في تركيا. فالشعب التركي استشعر تهديد مجموعة من جنود مجموعة غولن في محاولتهم لانتزاع السلطة والقوة بانقلاب، فهبوا واقفين وخرجوا إلى الشوارع تلبية لنداء الرئيس رجب طيب أردوغان بكل شجاعة لم يخشوا اعتراض مواكب الدبابات قرب المراكز الاستراتيجية لا بسياراتهم ولا بأجسادهم. وبهذا استعاد المدنيون السيطرة على الشوارع واستعادوا المباني الإذاعية والحكومية التي احتلها أتباع غولن.