ملخص: تناقش هذه الورقة دور مصر في صراعات شرق المتوسط، وتحديدًا في الملف الليبي وصراعها مع أنقرة. إذ مثَّل الصراع في شرق المتوسط – في ظل ظروفه وشروطه البنيوية الحالية – فرصةً سياسيةً كبيرةً لمصر (حرجة وخطيرة أيضًا) لتوسيع نفوذها الإقليمي وإعادة بناء قدراتها بشكلٍ ربما غير مسبوقٍ منذ عقود طويلة. كما تناقش الورقة كيف تموضع القاهرة نفسَها في الصراع في ظل حساباتٍ أمنيَّة دقيقة في شرق المتوسط وتمفصلها مع الهواجس الأمنية في أوروبا، وكيف تتفاعل بشكلٍ جيوسياسيٍّ في الإقليم. إن العناصر الأمنية والتحالفات الجيوسياسية هي أعمدة القاهرة في مصفوفة حربٍ واسعةٍ يتداخل فيها الخارجي مع الإقليمي والدولي. وبناءً على هذه المصفوفة، تعيد القاهرة بناءَ قدراتها العسكرية والسياسية في المنطقة، مستغلةً التناقضات البنيوية القائمة، ومن خال إعادة البناء هذه تقوم القاهرة بتوسيع رقعة نفوذها ودورها داخل الإقليم.
وتنتهي الورقة بتقديم عدَّة سيناريوهات محتملة، ترصد من خلالها أوراق الضغط المتاحة لدى تركيا في هذا الشأن، وكيف يتعامل الخصمان بشكلٍ استراتيجيٍّ لحصار بعضهما البعض في عدَّة مفاصل مختلفة، بعضها خارج الإقليم محل النزاع نفسه.
وتدور الورقة بشكلٍ عامٍّ حول ثلاثة أسئلة مركزية:
١– ما هي استراتيجيات القاهرة الداخلية والخارجية للتعامل مع الملف الليبي وشرق المتوسط؟
٢– ما هي مصالح القاهرة في شرق المتوسط والصراع الليبي، والتحديات والمخاطر التي تواجهها في
هذا الإقليم؟
٣– لماذا تحوَّلت عمليات ترسيم الحدود بين دول شرق المتوسط إلى نزاعاتٍ ثنائية وإقليمية؟