ملخص: تتناول هذه الورقة الخصائص الأساسية لتصميم منصات التكنولوجيا، في محاولة لإلقاء الضوء على الطريقة التي يمكن بها للجهات الفاعلة السياسية استخدام البنية التحتية التكنولوجية (مثل مواقع فيسبوك وتويتر)، لحيازة السلطة وممارستها. تتيح هذه المنصات بطبيعتها أشكالاً سلسة وديناميكية من التنظيم، حيث توفر البنية التحتية للشبكات الاجتماعية-التقنية، التي يمكن أن تعمل في وقتٍ واحد كأدواتٍ محايدة أو محملة بقيمٍ وآراء معينة. علاوةً على ذلك، ونظراً لطبيعتها الديناميكية، تتشكَّل هذه المنصات باستمرار على يد جهاتٍ فاعلة ذات قدراتٍ مختلفة، في حين تشكلهم هي أيضاً في المقابل. من الصعب تحديد اتجاه هذا التغيير، إلا أنَّ فهم ما يسمح به تصميمها من إمكانيات من شأنه أن يساعد في توفير إطارٍ أفضل لتحليل هذه الظاهرة، وتمهيد الطريق نحو فهمٍ أفضل لطبيعة هذه التفاعلات المتبادلة بين التكنولوجيا والبشرية من الناحية الاجتماعية. وتحقيقاً لهذه الغاية، تتطرق الورقة في البداية لأدبيات من دراسات البرمجيات والتفكير التصميمي توضح فيه منطق هذه المنصات. ثم تبحث الورقة في دور التكنولوجيا في تغيير المشهد السياسي في الشرق الأوسط. وفي النهاية، تسلط الضوء على التفاعلات والحيل التي يمكن من خلالها للجهات الفاعلة توظيف أبعاد وخصائص التصميم الخاص بهذه المنصات المختلفة لكسب السلطة وممارسة النفوذ.