ملخَّص: تواجه الإدارة الذاتية التي يقودها حزب الاتحاد الديمقراطي في شمال شرق سوريا تحدياتٍ شائكةً على عدة مسارات منذ انطلاق عملية نبع السلام. وما يزال الغموض بشأن المستقبل يكتنف منطقة شمال شرق سوريا. وأفضل وصفٍ للوضع الحالي للإدارة الذاتية هو أنه مفتوحٌ أمام كل الإحتمالات ؛ وذلك بالنظر إلى العوائق والصعوبات التي تواجه مختلف الأطراف في المنطقة. ولم تستطع الإدارة الذاتية تغيير واقعها السياسي رغم جولات التفاوض الكثيرة مع كلٍّ من النظام السوري وروسيا. وعلاوة على ذلك، أصبح وباء كوفيد–19 تحديًا جديدًا يواجه الإدارة الذاتية.
مقدمة
يمثِّل التاسع من تشرين الأول/أكتوبر 2019 نقطة تحوُّلٍ مهمَّة في حاضر الإدارة الذاتية ومستقبلها في شمال سوريا وشرقها، التي يقودها حزب الاتحاد الديمقراطي. فقرار الانسحاب المفاجئ للقوات الأمريكية من سوريا الذي أعلنه دونالد ترامب في 7 تشرين الأول/أكتوبر، والذي جاء وسط ضغوط تركيا المستمرة لإقامة منطقة آمنة على حدودها مع شمال شرق سوريا، قد مهَّد الطريق لتركيا لإطلاق عملية نبع السلام على المناطق التي تحكمها الإدارة الذاتية. وقبل إعلان الإدارة الذاتية في شمال سوريا وشرقها، قدَّم حزب الاتحاد الديمقراطي خدماتٍ اجتماعيةً للسكَّان في مناطق سيطرته عن طريق الإدارة الذاتية الديمقراطية التي أُعلنت عام 2014، وكانت عبارة عن بنيةٍ من أنظمة الحوكمة المحليَّة تتألَّف من هيئاتٍ ومجالس محليَّة في المقاطعات (الكانتونات) الثلاث الرئيسة (عفرين والجزيرة وكوباني). وتحوَّلت الإدارة الذاتية الديمقراطية لاحقًا إلى الإدارة الذاتية في شمال سوريا وشرقها عندما وسَّعت قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، التي تشكِّل وحدات حماية الشعب عمودها الفقري، نفوذَها إلى المناطق التي يسكنها العرب مثل: الرقة، ودير الزور.