الأزمة المركبة في تونس: بين بناء الوسط وانفلات التطرف

في مثل هذه الأيام من السنة الفارطة كانت تونس تستعد لانتخابات عامة بعد وصول منظومة الحكم التي أفرزتها انتخابات خريف 2014 إلى حالة متقدمة من الإنهاك ولم يعد بمقدورها تقديم شيء. وكان يُنظر للانتخابات باعتبارها فرصة لإحياء الأمل وتعديل المسار وإعطاء نفس جديد للثورة التونسية. وكانت مناسبة لإعداد القائمات وترتيب التحالفات وضبط الاستراتيجيات وحتى محاولة تغيير قواعد اللعبة في اللحظات الأخيرة. وبالفعل كانت المحطة الانتخابية بشقّيها الرئاسي والتشريعي فرصة للشارع لإعادة صياغة المؤسسة بهدف واضح هو استكمال استحقاقات الثورة وتغيير ألوان الفاعلين بما يتناسب مع هذا الهدف.